بقلم / كواعب أحمد البراهمي
تناقلت وكالة الأنباء جميعا قتل مسئول الأمن التركي للسفير الروسي , وتحدثت كل الآراء بين مؤيد ومعارض .
وأتهم البعض البعض كل طرف يشجع وجهه نظره ويتهم معارضه بأنه أخطأ وربما ليس لديه عروبة أو وطنية ,وذلك ممن شجع عملية القتل .
وأنقسمت الآراء حتي داخل المنزل الواحد فقد قالت أمي أحسن وهم ليه بيضربوا في سوريا والناس بتموت .
وأنا لا أعرف فعلا من يضرب من ؟ ومن ضحية من ؟ كل ما أراه الدماء والقتل والدمار والتي لم يستفد منها أحد غير العدو الوحيد إسرائيل .
ولكن كان بنفسي شيئا وبحثت ووجدت أن ما في نفسي ربما به كثير من الحق . وذلك لأنني أعتقد أنه لا يجوز أخذ أحد بذنب أحد . وأنه عندما نعاقب الجاني نعاقب الفاعل كما في الشرع أو من له سلطة القتل , ونعاقب المحرض كما في القانون بنفس عقوبة القاتل .
وبالبحث توصلت إلي حديث شريف عن الرسول صل الله عليه وسلم نصه (قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في شأن من غدر بمن أعطاه الأمان، فسفك دمه: “أيُّما رجل أَمَّن رجلاً على دمه ثم قتله، فأنا من القاتل بريء، وإن كان المقتول كافراً”، وفي رواية: “فإنه يحمل لواء غَدْر يوم القيامة”، وفي رواية: “إذا اطمأن الرجل إلى الرجل؛ ثم قتله: رُفع له لواء غدر يوم القيامة”.
وبذلك فإن الرجل كان في حماية القاتل والذي هو بالأساس مجروح ومقتول مما رأي من القتل في سوريا وأهلها وأطفالها . وأنا لم أتكلم يوما عن سوريا من حيث من علي الحق ومن علي الباطل لأن ذلك شأن داخلي لدولة من حقها أن تتخذ وتفعل ما تريد سواء معارضي النظام أو مؤيدي النظام .
ولا أملك لهم سوي الدعاء بحقن الدماء والهداية لما فيه خير البلاد والعباد . وأعتقد أيضا أنه ليس للسفير دخل بإتخاذ قرارات الحرب , إنما هو رسول من دولته لدولة أخري , والدين يحرم قتل الرسل .
وأعلم أن ذلك الرأي لا يروق للكثيرين لأنهم يجدون أن القاتل أخذته الحمية وحب الوطن والأهل وأنه ضحي بحياته ونفسه من أجل أن يقول للعالم كفوا أيديكم عن حلب وأهلها . وأسال الله أن يغفر له لأن العبرة في كل سلوك بالنوايا .
وأنا أقول للعالم ولمن بيده القدره علي تقديم المساعدة ولو بكلمة كفوا أيديكم عن سوريا واليمن وكل بلد تزهق فيها أرواح الأبرياء , وأود أن أعرف أين تلك المسميات التي تملأ الفضاء ومنها منظمات حقوق الإنسان ولجان الإغاثة ولجان الدفاع عن الحريات , ومنظمة اليونسكو للطعام والصحة , اين تلك المؤسسات مما يحدث في العالم .
أين حرمة دم الإنسان وعرضه والتي جاءت بها كل الأديان .